الرئيس التنفيذي لشركة ميس الورد Maysalward “نور خريس” يتحدث عن الابتكار في الشرق الأوسط والفرص التكنولوجية والاستقرار السياسي.
هذه هي المقابلة الأولى في سلسلة من المقابلات ومقاطع الفيديو والملفات الشخصية التي تستكشف الإمكانات الهائلة لسوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويسعدنا أن نبدأ العمل مع المساهم المنتظم نور خريس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التطوير ميس الورد ورئيس فريق عمل الأردن للألعاب Jordan Gaming Task Force.
وفي الوقت الذي يبدو فيه النمو المستوحى من الوباء في الأسواق الغربية في تباطؤ، فإن سوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشهد نمواً سريعاً.
وتتوقع المنطقة زيادة في قاعدة لاعبيها بأكثر من 8.2٪ هذا العام، ومن المتوقع أن يحقق النظام الحالي 5 مليارات دولار من الإيرادات في السنوات الثلاث المقبلة. يبلغ متوسط العمر في الأردن أقل من 24 عاماً مقارنة بأكثر من 38 عاماً في الولايات المتحدة، مما يعني أن هناك فئة سكانية من الشباب على استعداد لاحتضان التكنولوجيا.
ستعود Pocket Gamer Connects Jordan إلى عمّان في شهر نوفمبر، وهذا يمنحنا فرصة لا مثيل لها للحديث عن نقاط القوة والتحديات التي تواجه المنطقة.
“عادت الحياة إلى سابق عهدها، ونحن قادرون على إعادة وصل مطورينا من الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأجزاء أخرى من العالم على أرض الواقع“، قال خريس في موضوع المؤتمرات. “تعتبر المؤتمرات عبر الإنترنت وعبر الفيديو رائعة، ولكن لا يمكن استبدال عنصر اللقاء وجهاً لوجه والتواصل بلغة الجسد أو نقلهما بأي وسيلة. كما أن رؤية أصدقاء الصناعة وقضاء وقت معهم مرة أخرى بلا شك أمر ممتع“.
PocketGamer.biz: ما هي خلفيتك في صناعة الألعاب؟
نور خريس: بعد تخرجي من الجامعة الأردنية عام 1999، بدأت مسيرتي المهنية في شركة info2cell، وهي شركة ناشئة لخدمات القيمة المضافة للهاتف المحمول، واستحوذت عليها مجموعة Acotel الإيطالية في أواخر عام 2003. عملتُ هناك على تطوير أعمال المحتوى لمدة عامين.
أهم شيء تعلمته من رحلتي في ألعاب الهاتف المحمول هو ضرورة الاستمرار في التعلم من أجل النمو يضيف نور خريس، ميس الورد.
وفي السنوات التي أعقبت info2cell، عملت لدى شركة مصرية ناشئة للتزويد بخدمة الإنترنت تسمى Yalla.com؛ عملت فيها على توسيع جهود الشركة لتحقيق الربح وإنشاء المحتوى وإيصال خدمات الإنترنت والهاتف المحمول.
وفي أوائل عام 2002، انتقلت إلى قطر للعمل مع شريك توزيع نوكيا: Consolidated Gulf. وأتاح لي هذا الفرصة للعمل مع منصة موبايل رائدة ومزود تكنولوجيا يسمى Swapcom في فرنسا والتي استحوذت عليها المجموعة السويسرية Sicap في عام 2006. اكتسبت الكثير من المعرفة بالمحتوى خلال هذه الرحلة وأنشأت علاقات قوية مع مشغلي الاتصالات والشركات المصنعة للهواتف المحمولة.
كما حضرت ورشة عمل في باريس في أوائل عام 2003 حول خدمات القيمة المضافة ومستقبل محتوى الهاتف المحمول. ناقش المتحدث المستقبل المتوقع للألعاب المحمولة وكيف ستلعب دوراً مهماً في خدمات القيمة المضافة. لقد كان مخطط المعلومات هذا إلى جانب حبي في مرحلة الطفولة للألعاب التي يتم حملها هو ما أشعل روح المبادرة لدي ودفع بي بناء استوديو ألعاب الهاتف المحمول الخاص بي.
بعد إجراء الدراسات لعدة أشهر والاستمرار في توفير المال لبدء شركتي الناشئة، أطلقت شركة ميس الورد في نوفمبر 2003 لتكون أول استوديو للألعاب المحمولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في عام 2004، أطلق الفريق أول لعبة عربية محمولة باسم Trix مع إحدى شركات الاتصالات الرائدة في الأردن. تبعت اللعبة لعبة محلية أخرى تسمى Tawla، شكل من أشكال لعبة الطاولة، والتي كانت مثبتة مسبقاً على أجهزة سيمِنز Siemens.
الآن، وبعد 20 عاماً، ما زلنا نبني وننشر ألعاباً فريدة للهاتف المحمول ونستمتع بكل لحظة. أهم شيء تعلمته من رحلتي مع ألعاب الهاتف المحمول هو ضرورة الاستمرار في النمو والحفاظ على استمرارية عملك.
ما الذي يجعل ميس الورد فريدة من نوعها؟ ما هو المكون الخاص بك؟
إن العمل الجاد والتفاني من فريقنا الطموح هو ما يجعل شركتنا فريدة من نوعها. المكون السري لدينا هو الشغف مع الفهم العميق للبحث والتطوير. نتشارك جميعاً في نفس الأهداف: تحقيق السعادة والنجاح لنا وللاعبينا.
ما هي الفرص الكبيرة في الأردن عندما يتعلق الأمر بالألعاب؟
الأردن هو نقطة الوصول إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إنها بوابة لأكثر من 65 مليون لاعب ناطق باللغة العربية.
يجعل الاستقرار الجغرافي والسياسي للأردن منه مكاناً جذاباً لإنشاء استوديوهات تطوير ودور نشر لتوطين المحتوى وثقافته. إضافة إلى ذلك، يعمل الأردن على تشجيع الاستثمار الأجنبي من خلال المجمعات التكنولوجية المعفاة من الضرائب. كل ذلك مدعوم من قبل الموارد البشرية والمهارات الهندسية الأردنية المعروفة.
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً سريعاً في الألعاب. كيف أصبح هذا السوق محط تركيز في الآونة الأخيرة؟
هذا جزء من رؤية إقليمية واتفاق للاستثمار في الشباب، حيث تضم هذه المنطقة أعلى نسبة من الشباب في جميع أنحاء العالم. هناك طلب متزايد بين شباب اليوم على المعرفة التكنولوجية، وهي فرصة ممتازة لنمو الأعمال.
إننا نشهد طلباً متزايداً على المحتوى المتصل ثقافياً بالمنطقة. ويمكن تطوير هذا المحتوى إما في المنطقة أو تقديمه للاعبين من جميع أنحاء العالم. ونعتقد أن هذا المحتوى سيساعد في جذب المزيد من الشركات العالمية ولاعبي الرياضة الإلكترونية إلى منطقتنا ويساعد على تنمية اقتصادنا.
لدى الأردنيين شغف بالتكنولوجيا، وقد بدأت الجامعات في دمج الواقع الافتراضي/الواقع المعزز منذ ظهورها
نور خريس، ميس الورد
ما هي نصيحتك لشخص من أوروبا أو أمريكا أو آسيا يتطلع إلى صناعة الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
لا تتردد. المنطقة صديقة للأعمال، والفرص لا حصر لها. لن تفكر مرتين في زيادة وصول منتجك أكثر في المنطقة إذا نظرت إلى النمو المتسارع للأجهزة المحمولة والألعاب والشباب على أساس سنوي.
ما الاتجاه الأكثر إثارة للاهتمام في صناعة الألعاب في العام الماضي؟
إن صعود metaverse وإمكانية أن تصبح منصة رئيسية للألعاب عبر الإنترنت هو ما ألاحظه في العامين الماضيين.
لدى المطورين الأردنيين شغف بالتكنولوجيا، وقد قامت جامعاتنا بدمج الواقع الافتراضي/الواقع المعزز في مناهجها منذ ظهور هذه التقنيات. ويقوم المطورون والشركات بتطوير منتجات تتضمن الواقع المختلط. وفي السنوات القادمة، تأمل مجموعة الصناعة الإبداعية في الحصول على الدعم الحكومي الكامل لتضمين metaverse كجزء من خطط البلاد الرئيسية للمستقبل. وهذا يشمل blockchain و NFTs.
ما هي أكبر التحديات التي تواجه صناعة الألعاب العالمية في العام المقبل؟ كيف سيتعامل معها الأردن؟
تعاني الصناعة دائماً من العثور على التمويل والاستوديوهات الممولة ذاتياً، حيث يعاني الاقتصاد في جميع أنحاء العالم. ونحن قلقون من أن هذا سيؤثر على إيرادات قاعدة المستخدمين وعلى إمكانية زيادة الأموال أو الاستثمار. لكنني دائماً متفائل عندما يتعلق الأمر بالألعاب، وأعتقد أننا سنذلل الصِعاب مرة أخرى.
