قل وداعاً لألعاب تطابق الحلوى الملونة، ومرحباً بالمدافع الرشاشة والقبعات المضحكة والخرائط المتقلصة!إذا كان المعتقد السائد بأن العناوين الرئيسة المتصدرة (والأرقام التي تحققها تلك العناوين) هي الحقيقية، فإن ألعاب الهواتف الموبايل الآن تقدّم لعبةً جديدةً تنافسية تفوق كل الأرقام – لعبة “باتل رويال Battle Royale“.
في الواقع، وفي سابقة لألعاب الموبايل، نحن لا نتحدث هنا عن لعبة الموبايل قياسية فحسب، بل ما يعتبر ظاهرة عبر الأنظمة الأساسية ككل.لعلّ المرة الأخيرة التي شهد من خلالها اللاعبون عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة/الموبايل هوساً عالياَ كان من خلال لعبة Farmville. إلا أننا على مرأى من حلبة واسعة لمتابعة أي المعارك ستكون الرابحة من “باتل رويال“.
وبالنسبة لللاعبين في أميركا وأوروبا، يمكنك الاعتقاد بأن الخيار سيقع بين لعبتي Fortnite وPUBG.
لكن الحال كما نراه مختلف، حيث شهدت آسيا بالفعل سلسلة من الألعاب المشابهة التي تم إطلاقها في الأشهر الثمانية أو التسعة الماضية، مع قلة منها – باستثناء لعبة PUBG – قد حققت تقدماً كبيراً في الغرب. أما الآن، تتوجه كل الأعين على Fortnite لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تكرار نموها المذهل في الصين، مقر لعبة Battle Royale.
انطلقت لعبة Battle Royale على الهواتف المتحركة مع الإطلاق الأولي لـ PUBG على الكمبيوتر الشخصي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 من قِبل الاستوديو الكوري Bluehole ، مع دعم استثماري وتسويقي من شركة Tencent الصينية.
بفضل القدرة التسويقية العالية لشركة الألعاب Tencent (من حيث الألعاب فقط، تمتلك تينسنت استثمارات في شركة Riot Games المطورة للعبة League of Legends وActivision Blizzard وEpic Games وSupercell)، فقد أصبحت PUBG لعبة الكمبيوتر الشخصي الأولى في الصين والتي أتاحت الفرصة المثالية لتنمية جمهور كبير من خلال الإصدار على الهواتف المحمولة ليكون بمتناول جمهور ضخم من غير مستخدمي الكمبيوتر الشخصي.
في الصين ودول آسيا والمحيط الهادئ الأخرى، لا يزال الكمبيوتر الشخصي هو أهم منصة لعب للألعاب “القوية“. لعل ذلك واضح من خلال نشأة ألعاب Battle Royale بشكل عام، والتي تم تصميمها للعب باستخدام الماوس ولوحة المفاتيح بشكل رئيسي.
وعلى الرغم من جاذبية الهواتف المحمولة لألعاب PUBG وFortnite، بالإضافة إلى العديد من ألعاب Royale الأخرى، فإنه من المفاجئ أن تلك الألعاب ليست مثالية للعب عبر الأجهزة المحمولة.
بالإضافة إلى قدرات التحكم والضوابط الصعبة، تحوي هذه الألعاب على صور عالية الدقة، وهذا يعني أنها قابلة فقط للتشغيل على الهواتف الذكية المتطورة.
كما أن تصميم هذه الألعاب يعمل على تجنّب قرارات تصميم نقود F2P النموذجية التي اعتدنا عليها، والتي تنتشر بشكل واسع في الصين في العديد من ألعاب MOBA و RTSالشهيرة.
وفي طريقة لاختبار ترخيص لعبة PUBG الرسمي للهواتف المحمولة، أصدرت Tencent لعبة “غير رسمية” ضمن ألعاب Battle Royale تحمل عنوان“Glorious Mission”، والتي سرعان ما أصبحت إحدى أكثر الألعاب تحميلاً في الصين مع نهاية عام 2017.
وفي الوقت ذاته، سرعان ما أصدرت شركة NetEase الرائدة في مجال تطوير الألعاب في الصين ثلاثة من ألعابها الخاصة ضمن Battle Royale في أواخر عام 2017 – وهي Knives Out وRules of Survival وSurvivor Royale. (الغريب في الأمر أن إصدار لعبة Knives Out في الصين يحمل اسم Terminator 2: Judgement Day وذلك بفضل الترخيص السابق لملكية الفيلم الذي يحمل نفس الاسم).
وفي حين تم إطلاق جميع هذه الألعاب الثلاث على مستوً عالمي، إلا أن أياً منها لم يحقق نجاحاً كبيراً بعيداً عن اللاعبين الآسيويين.
تبقى لعبة Rules of Survival ضمن أكثر 50 لعبةً الأعلى رواجاً في الصين وقد تم تحميلها أكثر من 150 مليون مرة. بينما حققت Knives Out أداءً أفضل من ذلك، حيث حققت نجاحاً كبيراً في اليابان، التي تمثل 96٪ من كافة عمليات تحميل اللعبة خارج الصين.
وفي أوائل عام 2018، أطلقت Tencent إصداراتها الرسمية الخاصة من PUBG – PUBG: Exhilarating Battlefield و PUBG: Army Attack. وتعتبر Exhilarating Battlefield النسخة الأكثر ملائمة للهواتف المحمولة من لعبة PUBG التقليدية، بينما تركز Army Attack على المعارك البرية والبحرية والجوية.
ووفقاً لبيانات صدرت عن شركة التحليل Niko Partners، سجل 75 مليون من اللاعبين الصينيين طلبات مسبقة لإصدارات iOS من هذه الألعاب قبل إطلاقها، ما يدل على مدى شعبية هذه الألعاب.
ولعله أمر المثير للاهتمام أن نرى ألعاب FPS – النوع الذي كان يُعتبر منذ فترة طويلة على أنه غربي للغاية – قد أصبحت ظاهرة عالمية بشكل مفاجئ بفضل التطور التنافسي الذي أضافته Battle Royale.
بالنسبة إلى ناشري هذه الألعاب، قد يتوفر عدد كبير من التحميلات و DAUبشكل كبير، ولكن الأمر مختلف تماماً عندما يتعلق بالتسييل. حيث تم إطلاق العديد من هذه الألعاب في بادئ الأمر من دون أي تسييل، وذلك ببساطة كطريقة لزيادة عمليات التثبيت بشكل سريع.
يثير ذلك التساؤل حول مدى قدرة الناشرين على تحقيق الدخل من عدد كبير من اللاعبين، خاصةً عندما يقدم نوع اللعبة فرصة صغيرة لتحقيق إيرادات تتجاوز مواد التجميل والإعلانات.
بالطبع، كما هو الحال مع أي لعبة ناجحة، قدمت PUBG أيضاً الالهام للعديد من ألعابRoyale الأخرى. ومن دون ترتيب معين، شهد هذا العام حتى الآن إطلاق ألعاب Last Battleground: Survival من المطور إليكس، ولعبة Black Survival من المطور آرتشبير، ولعبة Free Fire: Battlegrounds من المطور جارينا، ولعبة Grand Battle Royale من المطور جيمسباير، وذلك في آسيا فقط.
وتعدPUBG حالياً لعبة الهواتف المحمولة الأكثر تحميلاً في جميع أنحاء العالم. يبقى السؤال الأبرز هنا ما إذا كان اللاعبون في الصين سيتدفقون على لعب Fortnite بدلاً منها.
وفي الوقت الذي احتلت به Fortnite العناوين الرئيسية في الغرب بفضل أسلوبها المتجدد في اللعب عبر الأنظمة الأساسية ونموذج التسييل المنخفض الضغط، تتمتع PUBG بميزة مهمة منذ البداية.
بالإضافة إلى ذلك، تعود شعبية Fortnite بشكل كبير إلى قاعدة اللعب بوحدة التحكم الكبيرة، والتي لا وجود لها في الصين حيث تستأثر أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. ووفقاً لـ NewZoo، فإن 52% من اللاعبين في الصين عبر أجهزة الكمبيوتر خلال شهر فبرابر/ شباط كانوا يلعبون PUBG ، مقابل 1 في المائة فقط على لعبة Fortnite.
وبالنسبة لـ Tencent ، فذلك ايجابي من الناحيتين، حيث أنها تملك استثمارات في الشركتين الناشرتين، Bluehole للعبة PUBG وEpic Games للعبة Fortnite.ولا يبقى لنا سوى الانتظار لنرى أي تلك اللألعاب ستحصل على الحصة الأكبر من القوة التسويقية الهائلة لشركة Tencent، وما إذا كان بإمكان أي ناشر تحويل الشعبية الهائلة لـ Battle Royale إلى إيرادات ذهبية.
