المدير التنفيذي لقسم تصميم الألعاب في شركة كنج يتحدث عن مستقبل عالم الألعاب

تعتبر صناعة الالعاب الالكترونية تاريخيا ذات اصدارات متتابعة يبدل الجديد منها القديم. المستخدم تعود على صدور عدد من المنصات و الاجهزة المتخصصة حتى تتنافس مع بعضها البعض اما على السعر او القدرات التقنية أو حتى مدى شعبيتها لينتصر جهاز واحد على خصومه و يكون هو الجهاز الفائز في ذلك الجيل. و عادة ما يقدم هذا الجهاز تقنية حديثة تصبح المعيار المتداول. والأقراص المدمجة CDs استبدلت باقراص الفيديو الرقمية DVD و في جيل آخر انتصرت أقراص البلو راي Blu Ray على أقراص HD DVD المنسية تماما الان.

و من المهم ايضا ان نتذكر انه من ناحية تاريخية كانت بداية صناعة الألعاب الإلكترونية حصرا على الهواة من عشاق التكنولوجيا و متابعين الألعاب التقليدية و المهووسين بالحاسوب و لم تكن شائعة كما هو الحال في يومنا الراهن. هذه الشعبية المهولة هي حقا أمر مذهل لاسيم مدى صغر عمر عالم الالعاب مقارنة بنظرائهم من وسائل الترفيه الاخرى. و تعتبر الان الاضخم من ناحية العوائد المالية و من الجدير بالذكر بان هذا العام سجل مردود مالي لاحد الالعاب ما فاق أي مردود لاي منتج ترفيهي صنعه البشر على الإطلاق.

دفعت القرصنة و تشتت سوق الكمبيوتر الشخصي في بداية القرن الحالي بالناشرين الى التوجه نحو التوقف عن اصدار العاب جديدة عليه ظنا منهم انه سوق منتهي. و في بداية ثورة الالعاب العرضية بين عامي 2006-2007 التي أطلقها جهاز ننتندو وي Wii و نجاح الألعاب الاجتماعية Social Games الهائل على منصة فيس بوك Facebook ثم ظهور اجهزة الهاتف الذكية زعم الكثيرون ان الالعاب الفيديو التقليدية قد انتهت و لن تستطيع الصمود في وجه هذه النقلة النوعية. و حتى زمن قريب جدا زعم كثيرون ان الاجهزة النقالة المتخصصة بالألعاب قد ولى وقتها الا ان ننتندو فاجأت الجميع باصدارها جهاز سويتش Switch الذي خالف كل التوقعات.

واقعنا الآن أن سوق الألعاب كبير كفاية لان يسع الجميع رغم ان بعض التقنيات قد تذهب طي النسيان. فالواقع أن تلك الفئات من السوق تتعايش مع بعضها البعض, لا بل و هي في حالة نمو مستمرة رغم تخمينات اغلب النقاد. و بالطبع هناك العديد من التقاطع بين تلك الفئات و لكن في نهاية المطاف فإن الناس تستمتع بالألعاب بطرق و أساليب و سبل مختلفة و معها تنوع السوق ليلبي جميع الاذواق من أجهزة العاب الفيديو الى الحاسب الشخصي إلى اللعب النقال الى اللعب عبر الانترنت الى الالعاب المجانية إلى ألعاب الواقع الافتراضي و غيرها الكثير.

و لكن ماذا بعد؟ يبدو أن تطور تلك الفئات من السوق سيؤدي إلى تطور مستخدميها معها وكيفية تفاعلهم مع الالعاب بشكل عام بنفس الوقت. و الشيئ الأشد إثارة الذي نراه اليوم أن تلك الفئات قد بدأت بالاختلاط اكثر من قبل حيث نرى اليوم عدد من الألعاب التي حققت نجاحا باهرا في توحيد عدد من الجاليات ذات طرق لعب مختلفة في منصة واحدة مثل فورت نايت Fortnight أو PUBG او حتى بعض الألعاب التي دمجت العالم الواقعي مع اللعبة مثل بوكيمون جو Pokemon Go.

فيبدو اننا نبتعد اكثر فاكثر عن عقلية التتابع و التبديل من ناحية تقنية و السعي نحو الابتكار و الاستهداف الدقيق ناحية الفئات المتناغمة. مستقبل عالم الالعاب يغدو اكثر اثارة و اكثر غموضا كلما مر بنا الزمن. تماما كما عودنا دوما.

 بقلم : فوزي مسمار

المدير التنفيذي لقسم تصميم الالعاب-King Digital Entertainment Ltd

لن يتم نشر عنوانك الإلكتروني. الحقول المشار إليها مطلوبة *

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

بوكت جيمر الشرق الأوسط

مجانى
عرض