الأردن: تاريخ رائد ، وجود قوي ورؤية مستقبلية واعدة في ألعاب الموبايل

Jordan

المقال الرئيسي باللغة الإنجليزية من Jordan: A pioneering history and promising future in mobile games

في عام 2003، تأسست  في  شركة ميس الورد المتخصّصة بتطوير الألعاب الإلكترونيّة للموبايل لتصبح من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال في العالم العربي. وكبداية أي شركة ناشئة بمجال جديد، واجهت ميس الورد تحديّات عديدةً بارزةً أهمُّها غياب الكوادر البشريّة العربيّة المتخصّصة في برمجة وتصميم الألعاب الإلكترونيّة.

وما كان من مؤسّس الشّركة، السيّد نور خريس وفريق العمل الأردني إلّا الإصرار على تحقيق النجاح من خلال التخطيط السليم لبناء الإمكانيات التّقنية والتنافس في صناعة الألعاب الإلكترونيّة للموبايل والتي وُجدت بشكل أساسي في أوروبا بذلك الوقت. وأولى هذه الخطوات كان التعاون مع مبرمجي ومطوري ألعاب عالميين ومن ثم نشر هذه الالعاب في العالم العربي بعد تهيئتها لتناسب المستخدمين في العالم العربي من حيث اللغة والشكل وخطط التسويق، لذا كانت لعبة سبايدرمان أولى الخيارات ومن ثم تلاها ألعاب أخرى .

عام ٢٠٠٣ أول ألعاب التي نشرتها ميس الورد

ومن خلال هذا التّعاون العالمي، تعلّم الفريق الأردني مختلف منظومات تطوير الألعاب الإلكترونيّة فيما يخص الموبايل. هذه القدرات المكتسبة شجّعت مؤسس ميس الورد لاتخاذ الخطوة الأولى ببناء فريق فنّي يعمل على تصميم لعبة عربيّة ولكن شُح القدرات التقنية المحلية من مبرمجين، دفعت ميس الورد للإستثمار ببناء فريق عمل خارج الأردن. وما إن وُلدت لعبة الطاولة الأولى المحبوسةعام 2004 نتيجة التعاون المشترك مع شركة سيمنس Siemens لأجهزة الموبايل في دبي والتّي تزامنت مع إطلاق أحد الأجهزة الجديدة لديها في الوطن العربي، كان لهذا النجاح صدىً ردّاد على فريق العمل الذي اندفع معنويًّا وماديًّا لتطوير اللعبة الثانية تركس“; وهي لعبة ورق معروفة في البلاد العربية على نطاق واسع، وقد تم الاتّفاق آنذاك على توزيعها بمساعدة شركة الإتصالات الأردنيّة فاستلنكالتي أصبحت زيناليوم.

إحدى التحديّات التي واجهت مطوري الألعاب هي غياب متاجر التّطبيقات في ذلك الوقت ممّا أدّى إلى هيمنة شركات الإتّصالات للوصول للمستخدم، بالإضافة للنسب المرتفعة المقطوعة منهم التي في الحقيقة لا تغطي المصاريف الباهظة للإنتاج وأيضًا مزاجيّة شركات الإتّصال باختيار الألعاب والتي أدت إلى حَدِّ الحس الإبداعي في بعض الأوقات بالنسبة إلى المطور.

ومع وجود مئات أجهزة الموبايل المختلفة والتكنولوجيات المتعددة، إضافةً إلى تكلفة الأجهزة وترخيص البرامج اللازمة لتطوير وتوزيع الألعاب الإلكترونيّة وغياب الاستثمار للمشاريع الحديثة مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، ولِكَون وجود فريق العمل خارج الأردن، برز تحدّي مادّي كبير لميس الورد في تقديم المزيد من الألعاب العربيّة المميزة للمستخدم العربي المُتعطش لمحتوى يرتبط ويتعلق به من حيث الثقافة واللغة، ما كان من شركة ميس الورد المصرّة على الإزدهار والمُؤمنة بطاقات الشباب الأردنيّ الذي أظهر شغفه للتّعلم والتّطور بسرعة إلا الانتقال إلى الأردن لتخفيف الأعباء الماديّة وبالتالي لتطوير الألعاب بشكل أكبر.

ومنذ تلك اللحظة، تابعت ميس الورد الأردنيّة تطوير الألعاب المميّزة للموبايل. وبما أنها باتت معروفة عالميًا على متاجر التطبيقات، فقد نالت ثقة العديد من اللاعبين الموجودين داخل وخارج الوطن العربي، كما تعاونت وتعاقدت مع شركات محلية وعالمية لتطوير ونشر ألعاب مثل: كات ذا روب rope the Cut ، عالم زووني حول العالم World Zoony، شخصيات الأودبودوز للرسوم المتحرّكة Oddbods ، بطولة المحارب وألعاب أخرى. تمارس الشركة مجهودًاً جبارًا في تطوير الألعاب بملكيّة فكريّة خاصة بميس الورد وتطوير ألعاب الواقع الإفتراضي والمعزّز لتواكب تطورات التكنولوجيا وقد افتتحت فرعًا جديدًا في بريطانيا عام 2017  واكتسبت علامة الشركة الريادية المميزة من مؤسسة الريادين البريطانين الحكومية المعنية بتطور قطاع الريادة في المملكة المتحدة.

وفي عام 2011، كانت ميس الورد من ضِمن شركات أردنيّة أخرى تؤسس رابطة صانعي الألعاب الأردنيّة. وقد التزمت هذه الرابطة بوثيقة عمل قدمها نور خريس كرئيس للرابطة أمام جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح أول مختبر ألعاب أردني وبدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني،  تهدف بشكل أساسي بأن تكون الأردن بوابةً  للشرق الأوسط في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونيّة.

ولأهمية دور القطاع الخاص بالعمل في منظومة التطوير، كانت ميس الورد الشريك التقني لمختبر الألعاب الأردني ومسابقة تحدّي التطبيقات. هذا المختبر هو منصة غير ربحيّة، يدعمه ويديره صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وعمله الرئيسيّ قائمٌ على توفير بيئة مناسبة تقَنيّة وتدريبيّة لتطوير مهارات الشّباب الأردني في مجال صناعة الألعاب.

يوجد المختبر اليوم في عدّة محافظات في الأردن ووصل عدد أعضائه الى أكثر من ٨٠٠٠ عضوًا. أما عدد الزيارات فَيَصِل بمعدل ٢٥٠ شخصًا شهريًا. ولا يقوم المختبر باستثمار مادي مباشر للأشخاص أو الشركات، بل يتيح لهم وسائل تعليم وتطوير المهارات وإرشاد في مجالات مختلفة في صناعة الألعاب الإلكترونية. ويوفّر المختبر والرابطة فرصة سنوية للمطوّر للتفاعل محليًّا والتعلّم من خبراء وكبار صانعي الألعاب في العالم  بتنظيمهم لمؤتمر سنوي في الأردن تصل المشاركة فيه الى أكثر من ٥٠٠ شخص مهتم بصناعة الألعاب. كما يتمّ دعم مُشاركة أعضاء من المختبر والشركات الأردنية بمؤتمرات متخصّصة في الوطن العربي والعالم، فكانت المشاركة في السنوات الماضية بمؤتمرات عالمية متخصصة في دبي وبيروت وسان فرانسيسكو وباريس، ويستمر المختبر بتقديم تدريبات مجانيّة ١٠٠٪ لجميع المستويات والفئات العمرية مع التركيز على تطوير الأساتذة والمشرفين داخل المدارس والجامعات الأردنية من خلال برنامج متخصص لتدريب المدربين TOT . كما يلتزم المختبر بتطوير مهارات الشباب الأردني التِّقنية وتخريج جيل مهتم وملتزم أخلاقيًا بصناعة الألعاب.

نشاطات مختبر الألعاب الأردني

ويعتبر التغيّر الإجتماعي الذي أحدثه المختبر في السنوات الماضية هو الأهم في مسيرته وذلك بإعادة الروح لشباب كان قد إمّا أهلكهم تقييم المجتمع لرسوبهم بامتحان الثانوية العامّة المتكرر، أو شباب تخرجوا من الجامعات وبات التفكير في البحث وايجاد وظيفة هو من المهام المستحيلة ممّا وضع ضغوط نفسية عليهم، أو شباب كانت مشاكلهم العائلية والإضراب الأسري يزلزلان كيانهم ويدفعهم للهروب من المنزل للشارع. ولكنّ وجود بيئة تُؤمن بطاقاتهم حوّل وجهتهم للمختبر وللتعلّم وأخرج مجموعة من مصممي ومطوري الألعاب بمستقبل يبشر بالخير لهذه الصناعة الواعدة.

ويتميز المختبر بنسبة مشاركة أنثوية عالية بنشاطاته لتصل تقريبًا إلى ٤٠٪ من مجموع الأعضاء. هذه النسبة العالية كانت محط إهتمام السيد إد فرايز المشارك بإبتكار إكس بوكس Xbox وذلك خلال زيارته للأردن ومشاركته في مؤتمر صانعي الألعاب السنوي عام ٢٠١٦

كذلك يقوم فريق ميس الورد المسؤول التقني عن إدارة مختبر الألعاببالعمل المستمر مع شركاء عالميين ومحليين بالإضافة لشركات أردنية لتوفيرالأفضل للشباب من تدريبات ونصائح تفيدهم في مسيرة تطوير قدراتهم وطاقاتهم.

مع هذه الجهود المستمرة من مختبر الألعاب، يقوم صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مع شريكه التقني ميس الورد سنويًا بالعمل مع المدارس والطلاب في جميع أنحاء المملكة وذلك من خلال برنامج تحدي التطبيقات بالإضافة للمسابقة السنوية في أساسيات صناعة الألعاب الألكترونية وإنتاج ألعاب للموبايل.

تُعتبر الشركات الأردنية اليوم من الأنشط في الوطن العربي في تطوير ونشر محتوى ألعاب عربي مميز في متاجر التطبيقات. فكثير من الشركات مثل: طماطم وبابل وبلاي عربي ووبي لابز وتشيكن مينيا وربابة للألعاب بالإضافة لمطوري الألعاب المستقلين قدموا ألعاب مميزة وشراكات عالمية جذبت من خلالها استثمارات محلية وخارجية. أضف على ذلك وجود شباب أردنيين في شركات عالمية كبرى لصناعة الألعاب مثل فوزي مسمار الذي بدأ من الأردن كمطور ومصمّم والآن يشغل منصب رئاسة فريق مصممي الألعاب في شركة كينج King في استديو برلين المطور للعبة كاندي كرش المشهورة كما أنه أطلق مؤخرًا كتابًا باللغة العربية لتصميم الألعاب يعتبر الأول من نوعه حتى الآن.

الخلاب

ومن أجل تأكيد دور الأردن الريادي في صناعة الألعاب في المنطقة، إنطلقت عام ٢٠١٦ المسابقة العالمية لصانعي ألعاب الموبايل (IMGA) بنسختها للشرق الأوسط بدعم من شركتي زين وميس الورد. وتعتبر زين ومنصة زنك للإبداع من البيئات الحاضنة والمشجّعة لصانعي الألعاب حيث تقوم زين بتوفير فرص تسويقيّة داعمة لمُصنعي الألعاب الأردني ومنتجاتهم لإيصالها لقاعدة مشتريكها الأكبر في الأردن والمنطقة العربية.

ولأن الأردن حريص على دوره البارز في مجال تكنولوجبا المعلومات والريادة، كانت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات انتاجمن أوائل المساندين والداعمين لصانعي الألعاب وشركاتهم كما أنها عملت مع رابطة صانعي الألعاب على إبراز أهمية هذه الصناعة محليًا وعالميًا والعمل مع الجامعات والكليات الأردنية لتقديم هذه الصناعة بشكل رئيسي من ضمن مساقاتها ومشاريع التخرج للطلاب. وقد بدأت الجامعات الأردنية بإدراج مواد متخصصة في صناعة وتصميم الألعاب الإلكترونية.

برنامج تحدي التطبيقات للمدارس

وبالطبع فإن للإعلام والصحافة دور مهم في إيصال أهميّة صناعة الألعاب للناس وتشجيع الأهالي للإستثمار بأولادهم.  فقد كان لمؤسسات صحفية مثل الغد، هاش تاغ عربي، التلفزيون الأردني، تلفزيون المملكة، وإذاعات محليّة أخرى دور مهم في تسليط الضوء على الشركات والفعاليّات المتعلقة بالألعاب. وكان لهذا التفاعل المحلي الإخباري دافع لموقع بوكت جيمر العالمي المتخصص بتقديم المحتوى الإخباري لصناعة الألعاب إتخاذ الأردن وفريق عمل أردني لإطلاق بوكت جيمر الشرق الأوسط باللغة العربيّة.

تستمرّ شركة ميس الورد مع مؤسسها نور خريس، الذي كرّمه جلالة الملك عبدالله الثاني في عيد الإستقلال عام ٢٠١٧ بوسام النهضة من الدرجة الثانية لدوره في تطوير هذه الصناعة، بالعمل لتحقيق منتج عالمي بمهارات شباب أردنيين.

الوسوم:

لن يتم نشر عنوانك الإلكتروني. الحقول المشار إليها مطلوبة *

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

بوكت جيمر الشرق الأوسط

مجانى
عرض