الأردن يبني أسسًا متينة لجعل قطاع صناعة الألعاب عالميًا

Jordan

بينما نستكشف في بوكت جيمر الشرق الأوسط إمكانات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كسوق للألعاب المحمولة، نلقي نظرة على الأردن التي تستعد لإستضافة المؤتمر العالمي بوكت جيمرز كونكت لأول مرة في الشرق الأوسط Pocket Gamer Connects Jordan .

تحظى صناعة الألعاب في الأردن بدعم كبير من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية حيث يتم  من خلال برنامج تحدي التطبيقات الذي إنطلق عام ٢٠١١ بدمجها بشكل في نظام التعليم  الأساسي و من خلال  مختبرات الألعاب الأردنية التي أسسها الصندوق منذ عام ٢٠١١ وأصبحت متواجدة في عدة مدن أردنية.

وهذه جميعها مجموعة من السمات التي عملت العديد من مراكز صناعة الألعاب الغربية القائمة والمزدهرة منذ عقود على تأسيسها.

أسس قوية

في الواقع، فإن المشهد الأردني ليس بالجديد في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية. ومع جذور تعود إلى عام 2003، يعد المطور والناشر المحليميس الوردمن أقوى شركات تطوير وبرمجة الألعاب الألكترونية في الأردن.

وقد عمل مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي نور خريس وفريقه على صناعة الألعاب المحمولة في الاستوديو الخاص بهم قبل وقت طويل من توسع انتشار الهاتف الذكي، ويمكن اعتباره كمحارب قديم في صناعة الألعاب وفقًا لجميع المعايير العالمية.

ولا تزال الشركة حتى اليوم تطور الألعاب، ولكنها تعمل أيضًا كشريك توطين للفرق الغربية التي تأمل في اغتنام الفرصة في منطقة مينا، كما أنها تنشر ألعابها الخاصة على الصعيد العالمي وتكرس نفسها للصعودليس فقط كأستوديو ألعاب أردني رائد – ولكن كلاعب رئيسي على المسرح الدولي.

وقد سمح افتتاح مكتب للشركة في المملكة المتحدة عام ٢٠١٧ للفريق بمواصلة جهوده في بناء الجسور بين الأردن والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبقية العالم.

وفي عام ٢٠١١ تعاقد صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مع ميس الورد لإدارة سبعة مختبرات للألعاب تسعى جاهدة إلى إشراك الشباب في وظائف في الألعاب مع تعزيز إمكانات مواصلة تأسيس الصناعة المحلية.

تعد شركة ميس الورد جوهرة في القمة في عالم صناعة الألعاب الأردنية؛ لكنها أيضاً ليست وحدها في طموحاتها الكبيرة.

لقد بنت الشركة نجاحها على جهود مجموعة أخرى من المبدعين والتقنيين الذين وضعوا الأسس لما سيأتي.

ويوضح خريس قائلاً: “لدينا مشهد قوي جدًا لتكنولوجيا المعلومات في الأردن، وبدأت صناعتنا الإبداعية في وقت مبكر من خلال شركات الرسوم المتحركة ومقدمي المحتوى عبر الهاتف المحمول“.

وتأخذ الجامعات في الأردن الصناعات الإبداعية على محمل الجد اليوم، حيث يتم إجراء الكثير من الأنشطة المتعلقة ببناء جيل مبدع قوي، حتى على المستوى الشعبي؛ ومثال ذلك تحدي التطبيقات الذي يستهدف الطلاب من سن 14 إلى 16 عامًا.

التركيز الدولي

يبلغ عدد سكان الأردن 10.5 مليون نسمة، أي أنه صغير جداً من الناحية الجغرافية على الأقل – مقارنة بجيرانه مثل مصر والمملكة العربية السعودية.

ولكن من الصعب تأكيد البيانات المتعلقة أو ذات الصلة بصناعة الألعاب في الأردن. هناك بالتأكيد العشرات من الاستوديوهات المحلية، وربما أكثر. بلغ عدد أعضاء خريس 10,000 عضو في مشاريع مختبر الألعاب.

ورغم صعوبة تحديد الأرقام الحديثة لمدى انتشار الهواتف الذكية، إلا أن النسبة في عام 2016 قدرت بـ 51%. وقد يبدو ذلك منخفضًا، ولكن يجب الأخذ في الحسبان مشاركة الأجهزة من قبل أفراد الأسرة.

وفي عام 2017، تم اعتبار 81% من السكان من مستخدميالإنترنت عبر الهاتف المحمول، وتم التأكيد مؤخرًا على أن حوالي 90% من البيوت في الأردن لديها هاتف ذكي.

وتشير بيانات Statista لعام 2017 إلى أن معدل انتشار الهواتف الذكية في الأردن وصل إلى 83 في المائة، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعكس ملكية الجهاز أو الوصول إليه. وفي كلتا الحالتين، فإن الأرقام كبيرة.

وبغض النظر عن ذلك، فإن السوق الداخلية في الأردن محدودة في نهاية المطاف من حيث عدد السكان.

ويمكن اعتبار هذه النقطة إحدى جوانب القوة. فقد قام مطورو الألعاب في الأردن بتصويب أنظارهم خارج حدودهم الوطنية، وهم يتعاونون بشدة الآن في محاولة لتأسيس الأردن كمركز للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لصناعة الألعاب.

وبالإضافة إلى مختبرات الألعاب التي ذكرناها سابقاً، تقوم فرقة عمل الألعاب الأردنية بتجميع الموارد الجماعية للعديد من شركات الألعاب في محاولة لتأسيس الأردن كعاصمة لتطوير الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها.

وفي الوقت نفسه، خصص صندوق الملك عبد الله الثاني للتنميةوالذي أنشئ لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال والنمو الاقتصاديموارد كبيرة لدعم صناعة الألعاب على وجه التحديد.

الترويج للاستثمار

يقول حسام حمو، الرئيس التنفيذي لمنصة طماطم، وهي شركة أردنية لنشر ألعاب الهواتف المحمولة تخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “كان الأردن مركزًا للشركات الناشئة في المنطقة لفترة طويلة“.

ويضيف بأن أنجح الشركات الناشئة والمخرجات جاءت في البداية من الأردن أو من قبل الأردنيين. وهو ما سمح لشركات رأس المال الاستثماري والحاضنات والمسرعات بالبدء في الاستثمار في الشركات الناشئة الأردنية.

ويقول حمو: “مع إنشاء مختبر الألعاب، كان هناك اتجاه واضح بأن الأردن يركز على الألعاب، وهو ما أدى إلى قيام العديد من الشركات والاستوديوهات المستقلة بإنتاج ألعاب ناجحة جدًا قادمة من مواهب محلية تستهدف المنطقة والعالم

لذلك هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك متفائلاً بشأن قدرة الأردن المتزايدة على العمل كمحور رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن هذا لا يعني أنه قطاع خالٍ من التحديات.

ويؤكد حمو قائلاًأعتقد أن هناك بعض التحديات التي تواجه المطورين المحليين،

أولاً، التركيز على الأسواق المحلية أو الإقليمية باستخدام ألعاب هايبركاجيوالوالتي قد تكون أسهل أشكال الألعاب لتطويرهايحقق عائدًا منخفضًا جدًا للمطورين الذين يعتمدون على الإعلانات كوسيلة لتحقيق الدخل، إذ ما يزال المردود من الإعلانات صغيراً في المنطقة.

ثانياً، قد تكون مجموعة المواهب محدودة، ولكن مع زيادة عدد الأشخاص الذين يتعلمون البرمجة باستخدام يونيتي ومحركات الألعاب الأخرى، يمكنني القول بسهولة بأن هناك موجة قادمة من مطوري الألعاب التي ستهز المنطقة. وإذا ركز المطورون الأردنيون على الأسواق الدولية، أعتقد بأن فرص النجاح لديهم ستكون جيدة“.

ويقول خريس بأنه من الواضح أن المطورين المحليين بحاجة إلى توسيع طموحاتهم إذا ما أرادوا ا الاستفادة القصوى من هذه الفرصة.

ويقول: “أعتقد أن مطورينا يحتاجون إلى مزيد من التعرّف على واجهة المستخدم / وتجربة المستخدم والألعاب عالية الجودة التي يمكن أن تصل إلى المستخدمين خارج المنطقة“.

إن التعرض المحدود إقليمياً لا يساعد المطورين الأردنيين على تسريع نموهم.

أعتقد أن هذا هو أحد الأسباب في شراكة قمة الألعاب في الأردن مع بوكت جيمرز كونِكت لتولي قمة الألعاب السنوية وجسرها مع المشهد العالمي وتسليط المزيد من الأنظار نحو مطوري الألعاب الأردنيين والمنطقة“.

يقام PocketGamer Connects Jordan في 2 و 3 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر في عمان، وسيجمع صناع الألعاب والناشرين والمستثمرين والكثير من الخبراء في شتى المجالات للتواصل معكم والتعلم والتعاون.

ويمكنكم معرفة المزيد من التفاصيل في الموقع.

يقام مؤتمر Pocket Gamer Connects Jordan في يومي 2 و 3 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019. احجز الآن!

لن يتم نشر عنوانك الإلكتروني. الحقول المشار إليها مطلوبة *

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

بوكت جيمر الشرق الأوسط

مجانى
عرض