الألعاب الإلكترونية وخطرها على أطفالنا وأعمالنا

الألعاب

كثيرًا ما نسمع عن الأهالي الذين اقتلعوا “البلايستيشن” من جذوره لأن أطفالهم أصبحوا أكثر انعزالية مقارنةً بأقرانهم أو عن الأهل الذين يلومون لعبة Vice City لأن أخلاق أطفالهم بدأت بالانحدار ومن ثم رئيس العمل الذي يلوم لعبة “بابجي” لأنها تتسبب بتشتيت وإلهاء موظفيه عن أداة عملهم وبالتالي سبب تردي نتائج مؤسسته. 

هل من الممكن أن تكون الألعاب الإلكترونية هي السبب الرئيسي لهذا؟ أم أننا دومًا ما نبحث عن شيء لنعلق عليه فشلنا الإداري سواء إن كان في المنزل أو العمل؟  هل سنخرج بقرار منع اللعبة أو إيقافها من أسواقنا لنحمي أسرنا ولننجز ما علينا من أعمال؟ أم سنطلب من الأهالي إدارة وتقديم الألعاب الالكترونية بشكل صحيح وواعٍ وجعلها جزءًا فعالًا في تقدم الجانب الذهني والعقلي لأطفالهم؟

 

لقد أثبتت الدراسات العلمية والعَملية المُتخصصة أن الألعاب الإلكترونية تساعد الأطفال على التفكير المنطقي والتحليلي وتحفزهم على المحاولة بدون كلل أو ملل ورفضهم التام للفشل. ولا ننسى الدور التعليمي للألعاب، فالكثير من الأطفال تعلموا لغات أجنبية من خلال

لوحات وواجهات التحكم الخاصة بالألعاب أو بسبب قراءة الإرشادات . 

وكأب لديه أطفال، لم أقم بمنع الألعاب الالكترونية عنهم ولكن حاولت قصارى جهدي إدارتها بشكل صحيح ولا أعني بشكل مطلق وتام ولكن استطعت حجب تأثيرها السلبي المباشر. 

ومن النصائح التي يمكن مشاركتها للأهل كمطور للألعاب الإلكترونية : 

أولاً : نبدأ من عملية شراء الألعاب أو تحميلها. يقوم  مصنعو وناشرو الألعاب بالإضافة للمتاجر  الإلكترونية بوضع علامات إرشادية توضح الأعمار المسموح بها حسب المحتوى الموجود في اللعبة.

فإذا كانت اللعبة تقول +١٦ فلماذا يقوم الأهل بشراءها لطفلهم الذي يبلغ من العمر ١٢ ؟ أو ١٤؟ 

٢- تحديد وقت وأيام معينة للعب في أوقات الدوام أو الإجازة; حيث يمكن التلاعب بالوقت وزيادته بشكل بسيط بالإجازة ولكن بعقلانية. وإذا تم تجاوزها من قِبل الأطفال فالحل الأمثل هوعقابهم من خلال تقليل وقت اللعب وليس من خلال إزالة أجهزة اللعب. 

وبالمقابل، عند قيام الطفل بأعمال إيجابية في البيت أو في المدرسة يجب مُكافأته بإعطائه وقتًا إضافيًا للعب. ولكن لا يجب مكافأته في حال حصل على علامات جيدة في المدرسة أو قام بأداء واجبه لأن هذه الأمور بديهية ولا تتطلب المكافأة.

 

 يمكن تحفيز الطفل على البحث والقراءة مثلًا عن طريق اعطائه ١٥ دقيقة لعب إضافيةً إذا عرف مطور اللعبة ومن أي بلد ومن ثم إضافة ١٥ دقيقة أخرى ليتعرف أكثر على البلد المصنع للعبة وهكذا..

 

٣- حتى لو لم تكن تحب اللعب حاول أن تمضي وقتًا أكثر مع أطفالك وتعرف على عالمهم ونافسهم على قائمة أفضل النتائج، هذا التفاعل سيساعدك على إدارة أفضل لوقتهم وسيجعلك جزءًا منه أيضًا.

وينطبق هذا على خطورة الإنترنت المظلم أو العالم الخفي الذي سمح لشخص خبيث بتقديم فكرة الحوت الأزرق والتي تسببت بعمليات انتحار لدى الأطفال! من غير القانوني أساسًا الدخول لهذا العالم الأسود والمحظور، فأين كنا حينها؟ لماذا لم نجلس بجانبهم ونطلب منهم أن يُعلمونا عن جديد الإنترنت أو ما هي آخر مستجدات تطبيق Snapchat المضحكة .. وليس بعملية “ارفع إيدك اجاك تفتيش”.. 

وهنا لا نستطيع مقارنة لعبة مثل PUBG بالحوت الأزرق … فالأولى تخرج من خلال شركات مسجلة ومعترف بها لينشروها من خلال متاجر وقوانين مراقَبة على مستوى عالي وعالمي والأخرى من شخص مختل عقليًا ينشرها بعالم يتم فيه بيع الأعضاء البشرية والتجارة بالمخدرات من خلاله. 

أما بالنسبة للعب في أوقات العمل، فبالنسبة لشركة مُصنِّعة للألعاب فمن الإيجابي رؤية فريق العمل يلعب لتتطور مهاراتهم وليستوحوا أفكارًا لمنتجاتنا لذلك من الصعب إعطاء النصائح ولكن سأقوم بترك بعض الأفكار والملاحظات عن مَوجة اللوم التي واجهت ووُجهت للعبة “بابجي”.

أولًا: الضمير الشخصي واحترام الفرد لعمله وهذا لا يمكن فرضه أو إجباره لانه يأتي مع الشخص ذاته ومعتقداته الداخلية.

ثانياً: الإدارة الجيدة تأتي بوضع خطط عمل ومراقبة إدارية لإنجازها وذلك من خلال وضع مهام واضحة يتم متابعتها بشكل مستمر. 

لا يوجد هناك عيب أو خطأ بأن يقوم الموظف بأخذ استراحة القهوة أو الغذاء واللعب لمدة ٥ -١٠ دقائق، فالدراسات وثّقت بأن وجود ألعاب إلكترونية في بيئة العمل يحفز الإنتاجية وروح التعاون وتطور من التفكير الإبداعي وهناك أمر مهم وخاص وشائك في عالم الإقتصاد بأن الألعاب تساعد على السلامة العقلية Mental Well Being.

الفزعة في قرارات إلغاء وحرمان والترهيب من الألعاب الإلكترونية ليس الحل الأمثل لكنه ضروري حيث يجب صنع برامج للتوعية والإرشاد للأطفال داخل المدارس والأهالي من خلال وسائل الإعلام.  

صناعة الألعاب الإلكترونية عام ٢٠١٨ حققت ايرادات تجاوزت ١٣٠ مليار وأصبح التلعيب “Gamification” يدخل في مجالات جديدة بجانب الترفيه كالتعليم والطب والصناعة وإدارة الأعمال ويتوقع أن يصل النمو السنوي حتى تصل ١٨٠ مليار  دولار عام ٢٠٢١.

 فلماذا لا نجعل أطفالنا ومستقبلهم جزءًا من هذا المستقبل؟ ونجعل أعمالنا تتطور من خلاله؟!


كتبها لبوكت جيمر الشرق الأوسط

نور خريس

الوسوم:

لن يتم نشر عنوانك الإلكتروني. الحقول المشار إليها مطلوبة *

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

بوكت جيمر الشرق الأوسط

مجانى
عرض