تمويل شركات تطوير الألعاب المستقلة

يتطرق Philip Oliver في هذه السلسلة إلى كيفية الانتقال بشركتك لتطوير الألعاب المستقلة إلى المرحلة القادمة.

Philip Oliver هو أحد أفراد شركة Games Dragons وهي شركة للاستشارات في مجال ألعاب الفيديو أسسها Oliver Twins والذين يملكون أكثر من 35-سنة خبرة في مجال تطوير الألعاب وكذلك إدارة شركات تطوير الألعاب. وقد نشروا أول لعبة لهم في 1983 في عمر 15، ثم قاموا بتأسيس ثلاث شركات احتوت أكثر من 600 موظف وقاموا بتطوير أكثر من 160 لعبة على مختلف المنصات لتصل المبيعات إلى أكثر من 45 مليون نسخة لتصل قيمة البيع بالتجزئة إلى ما يزيد عن 1.2 بليون باوند.

وقد حصل Philip على درجة الدكتوراه بامتياز في إدارة الأعمال من جامعة كوفنتري Coventry University في عام 2008، وقد شغل منصب أستاذ زائر في جامعة Staffordshire.

البحث عن التمويل

تواجه إدارة استوديو صغير للألعاب تحديات كثيرة، وعادة ما تكون الأموال أكثر هذه التحديات إلحاحاً. وكما وصفها الممثل Blackadder: “أشعر في بعض الأيام أنني مثل طائر البجعة، حيثما أدرت وجهي أجد منقاراً هائلاً أمام عيني.”، أي هناك عقبات لا يمكن التغاضي عنها.

لتستمر في عمل ما تحب، يجب أن تجد طريقة لدفع كل تلك الفواتير. ومن الطبيعي أن تبحث عن طرف ثالث يساعدك على القيام بذلك. لكن التمويل المجاني لا وجود له، لذلك من المهم أن تقيّم التكلفة والفائدة قبل أن تقرر عقد صفقة محددة.

في هذا الجزء الأول من السلسلة المتكونة من أربعة أجزاء، سننظر إلى المراحل الأولى لتلك العملية – معرفة مكان البحث وكيفية القيام بالتأسيس إذا وجدت الشريك المناسب.

الحصول على استثمار بأي شكل من الأشكال هو طريق طويل ينبني عليه الكثير من العمل، ولكننا سننظر بعمق أكبر إلى بقية التفاصيل في مراحل قادمة. من غير المرجح أن تأخذ هذه المرحلة أقل من ثلاثة أشهر، بل قرابة خمسة إلى ستة أشهر، لذا لا تتوقع أن تقوم هذه الخطوة بحل أزمة مال قصيرة الأمد.

الاستعداد المالي

يحاول الكثير من المطورين تأمين التمويل بأنفسهم، وذلك بعدم دفع شيءٍ لأنفسهم ومراكمة الديون على أمل أن يحققوا نجاحاً مبهراً لمجرد وجود لعبة ممتازة بين أيديهم. لكن ذلك قلما يلاقي نجاحاً ولا يستطيع أغلب الناس تقييد أنفسهم على هذه الحال لفترة طويلة.

إن كنت تسعى للحصول على التمويل من أشخاص ليسوا أصدقاء مقربين أو من العائلة، عندها ستحتاج أن تكون الشركة ذات مسؤولية محدودة. وهذا يحتاج إلى كم لا بأس به من المعاملات الورقية إضافة إلى بعض التكاليف، ولكن إن كنت جاداً فإن الأمر يستحق العناء.

بعد تأسيس الشركة، يمكنك التفكير بالمصادر المختلفة للحصول على المال. يمكنك البحث في المنح (رئيس المجلس البلدي؛ دخول شراكة مع الشركات والجهات التجارية)، أو المستثمرين بنظام الاستثمار في المشاريع الصغيرة، أو الناشرين أو حتى التمويل المجتمعي، ولكن هذه الطريقة أصبحت أصعب من ذي قبل. كما يجب أن تقدم طلباً للحصول على تخفيف للضرائب على الألعاب Video Game Tax Relief (VGTR)  من خلال جمعية الأفلام البريطانية BFI.

لن أتطرق إلى أي من طرق التمويل المذكورة في هذه المقالات إذ يمكن إيجاد الكثير من النصائح حول هذا الموضوع. سأتكلم عوضاً عن ذلك عن الدخول في شراكة مع ناشر أو مستثمر رسمي.

الفرق بين الناشر والمستثمر

الفرق بشكل عام بينهما أن المستثمر يحضر لك الأموال مقابل حصة في أسهم الشركة، بينما يهدف الناشر من تمويل إنتاج اللعبة إلى امتلاكها أو الحصول على حقوق نشر حصرية عليها في المستقبل.

يرغب المستثمر من شركتك أن تزيد من الأرباح إلى أقصى حد حتى يستعيدوا استثمارهم وزيادة. وعادة ما يقومون بدعمك في تقديم اللعبة في الأسواق بنفسك أو من خلال علاقاتهم.

ورغم ذلك فالأمر ليس بهذه البساطة، وهناك الكثير من الصفقات ذات الاختلاف البسيط ولكنا مهمة على الصعيد التجاري، ولكننا سنبقي الأمور بسيطة هنا.

من الناحية الأخرى، يمتلك الناشر خبرات يرجح أنك لا تمتلكها، وسيكون هذا أمراً هاماً في زيادة انتشار اللعبة. فالناشر يقدم الدعم في التسويق والعلاقات العامة وضبط الجودة والترجمة والتعريب وغيرها من الخدمات.

المال الذي تحصل عليه هو من أجل تطوير اللعبة، وليس من أجل أن تصبح ثرياً! فهذا أمر يحدث بعد مشوار طويل إذا لاقت اللعبة نجاحاً واستطعت الحصول على صفقة مناسبة. لذلك عليك أن تكون حذراً في وضع الميزانية وأن تسعى للحصول على المبلغ الفعلي الذي تحتاجه من أجل تطوير اللعبة. وفي حال الاستثمار، يجب أن يكون المبلغ كافياً لتغطية الترويج والتسويق إلى حد تستطيع فيه معرفة المرحلة التي يصبح فيها الدخل الشهري أكبر من المصروف الشهري (معدل الاستنفاد).

يهدف الناشر إلى أمر واحد وهو الحصول على صفقة للعبة لمرة واحدة، وقد يكون أكثر من ذلك إن كانت الأمور جيدة؛ بينما يبقى المستثمر معك طيلة فترة استمرار العمل وهو ما له إيجابيات عديدة، ولكن ذلك يأتي مقابل خسارة بعض من الحرية.

ليس هناك جواب صحيح وآخر خاطئ، ولكن الأمر المهم هو أن تقوم بالأعمال مع أشخاص أنت على اتصال بهم وتشعر أنك تستطيع العمل معهم حتى نهاية الأمر.

رؤية المشروع من منظورهم

ينطوي الاستثمار في ألعاب الفيديو على المجازفة، وما لم يتمكن المستثمر من رؤية عائد كبير على استثماره فلن يعتقد بأن الأمر يستحق الوقت أو المال. المستثمر والناشر ليسوا موجودين لمساعدتك في تحقيق أحلامك، السبب من وجودهم هو تحقيق الربح.

الأمران اللذان يخاطر بهما المستثمر هو تسليم ما وعدت به بالفعل، والأمر الثاني هو أن يلقى المنتج الذي صنعته اهتماماً من الناس بحيث يرغبون في شراءه. مهمتك هي إقناعهم بأنك تستطيع فعلا القيام بكلا الأمرين، لذا من المهم أن تضع نفسك مكانهما حتى تفكر في جميع الأمور التي سيحتاجانها للاطمئنان واعطائهم المعلومات التي قد يرغبان بمعرفتها.

ما الذي تبيعه؟

قد يبدو الأمر بديهياً ولكن معرفة المنتج الذي تحاول بيعه أمر مهم. الوارد أنك تقوم بتطوير لعبة أصلية، ولكن كن على علم – خاصة مع بعض الناشرين – أنهم قد يعرضون عليك العمل على أمور أخرى بدلاً من عملك. كن واضحاً حول ما ترغب به أنت، ولكن كن أبق ذهنا متفتحاً للفرص السانحة لأنك لا تدري إلى أين يمكن أن يقودك ذلك.

عليك أن تكون واضحاً أيضاً حول الغرض المحدد الذي تحتاج المال من أجله. هل أنت راضٍ بالتركيز على تطوير اللعبة ولكنك ترغب بالاستعانة بمهارات وخبرات الناشر؟ أم هل تظن أنك قادر على التعامل مع كل هذه الأمور ويمكنك برهنة ذلك لمستثمر محتمل؟

من هو صاحب اللعبة؟

مهما قررت وإن كنت ناجحاً، ستتغير الحياة وكذلك اللعبة. الجهة التي تمول الإنتاج سترغب في اتخاذ القرار وأن يكون لها القول الفصل.

خلال عملنا في صناعة الألعاب، كان يأتي إلينا الكثير من المنتجين عن طريق الناشرين – وهم متخصصون في المجال، لديهم آرائهم ويحسن بك الاستماع إليها. لن تكون على وفاق معها دائماً، ولكنك بحاجة للعمل معهم وإلا فإن المال سينفد! وظيفتهم هي التأكد من الحصول على أفضل لعبة مقابل المال الذي يستثمرونه، ويمكن للخبرة التي يتمتعون بها أن تكون خير عون.

لقد حظينا ببعض المنتجين الرائعين وعكس ذلك خلال السنوات الطويلة. لقد اتفقنا مع كثير من مقترحاتهم، وناقشنا بشكل بناء مزايا غيرها من الاقتراحات! وفي بعض الأحيان، اضطررنا لتقبل طغيان آرائهم على رأينا لأنهم من يصرفون الرواتب، مع أنك ذلك قد يكون محبطاً.

ولكن ذلك لا يعني أنك لا تستطيع الدفاع عن وجهة نظرك، ولكني أعود هنا إلى النصيحة في بداية المقال – اختر العمل مع أشخاص تتواصل معهم باستمرار وأولئك الذين يشاركونك ويتفهمون شغفك ورؤيتك. إن عملت مع هؤلاء فمن المرجح أن تحظى برحلة سلسة.

وفي نهاية المطاف، سيساعدك المستثمر أو الناشر على تحقيق ولو جزء من حلمك على الأقل، لذا حتى إن اضطررت إلى القيام ببعض التنازلات خلال رحلتك، فليس ذلك بالضرورة بالأمر السيء. ستكون فرص نجاحك بوجود دعمهم وتمويلهم أفضل بكثير.

وماذا بعد ذلك؟

عندما تأخذ جميع هذه الأمور بعين الاعتبار، يجب أن تكون متأكداً بأنك تستطيع أن تعد خطاباً مقنعاً. في المقال القادم، سأشارككم بعض أهم النصائح حول كيفية القيام بذلك.

يمكنكم أن تحظوا بفرصة للالتقاء ببعض الناشرين في مؤتمر Pocket Gamer Connects Seattle 2019 والذي يقام في 13 – 14 من شهر مايو من خلال خدمة SpeedMatch، أو بفرصة لالتقاء مع المستثمرين من خلال Investor Connector. يمكنكم زيارة موقع PGC للمزيد من التفاصيل.